اسألك الرجوع
بحق ما كان بيننا ، وما سيظل منقوشاً في قلبينا ..
بحق الحب .. الذي من أجله
ينزل المطر .. ويزهر الزهر .. ويضيء القمر..
أسألك الرجوع
فالأجنة لا تنمو خارج أرحام أمهاتها .
والطير لا تعيش بعيدة عن أوكارها .
كما الزهر الأبيض لا ينبت بين الصخور .
أسألك الرجوع
فالقلوب العاشقة يتوقف نبضها في غرف الإنعاش ..
تحت الأقنعة والكمامات ..
لا يعود لها خفقها ..
إلا في دفء الحب ..
في المواعيد .. في اللقاءات ..
أسألك الرجوع
فالحب لا يحتمل افتراقاً قليلاً ..
ولا رحيلاً مؤقتا..
ولا هجراً قصيراً..
الحب لا يعترف بفترة النقاهة ..
وغياب الاستراحة ..
الحب (( يا منيتي )) يرفض قانون الإجازات ..
والإعفاء من المسؤوليات
الحب المعفى .. بكل بساطة يحتضر ..
تصبح ناره رماداً
ولهيبه دخاناً
أسألك الرجوع
كي لا تتسع بيننا الفجوة ..
وتكثر الثغرات ..
ونجد بيننا دخيلاً..
فالحب بين حبيبين متباعدين
قابل لدخول الكثيرين ..
من والسارقات ..السارقين ..
من الصيادات .. والصيادين !!
أسألك الرجوع
قبل أن تعتاد البعاد .. ونعتاد الفراق
قبل أن تتسلل من ثقب الذاكرة أحلى الذكريات
وتغتال من النفس الثقة والأمان ..
وتردم في القلب حرارة الأشواق والإحساس ..
أسألك الرجوع
فنحن ما زلنا في بداية لعبة الرحيل والغياب..
الحب ليس مسرحاً..
للشك والعذاب والانفعالات ..
الحب .. ليس أسطورة وليس سراباً..
الحب لا يحتمل أن يصبح سؤالاً حائراً ..بلا جواب
أسألك الرجوع .
فما أدهى غباءنا حيث توهمنا ..
أننا إذا افترقنا أحباباً .. بقينا أحباباً !!
نسينا .. كيف نسينا أيها المحتضر المثقف..
أن وجع الفراق ..
يشعل بين الأحبة ..
الحقد والعداء ؟!
أسألك الرجوع
أخشى أن نغدو غرباء ..
ونعود وقد فقدنا قوة الارتباط .
وهان .. هان مبدأ الالتزام
فنغرق في لجج الشكوى والاتهام .
حينها .. سنجبر مرغمين ..
على الرحيل .. كل إلى غايته ..
لنفترق مدى الحياة
أسألك الرجوع
فالحب .. ياروح الروح
قابل لكل المعاهدات ..لك الاتفاقات
إلا معاهدة البعد..
إلا اتفاق الفراق..
عد..
عد .. لنتفق على ألا نفترق !!
رشة عطر
متى أعلن على الملأ ..
أنك كنت جامعتي ..
ونبراس فكري .. وكنت ـ وما زلت ـ حبيبي .
للكاتبة الكبيرة / إنتصار العقيل
مع خااااااالص ودي ومحبتي .......